
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
قال المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يمتلك السلطة لإقالة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول "لسبب مبرر" إذا توفّرت أدلّة تدعم ذلك، مشيرًا إلى أن البنك المركزي "مطالب بتفسير الكثير" بشأن تجاوزات التكلفة في مشروع تجديد مقره الرئيسي في واشنطن.
وفي حديثه لبرنامج "This Week" على شبكة ABC، أوضح هاسيت أن أي قرار يتخذه ترامب لمحاولة إقالة باول على خلفية ما تصفه الإدارة بأنه تجاوز في التكاليف بقيمة 700 مليون دولار "سيعتمد إلى حدّ كبير على الإجابات التي سنتلقاها على الأسئلة التي وجّهها روس فويت إلى الاحتياطي الفيدرالي."
هاجم روس فويت، مدير الميزانية في البيت الأبيض، الأسبوع الماضي جيروم باول بسبب ما وصفه بـ"عملية تجديد مُتّرفة" لمباني الاحتياطي الفيدرالي، وطالب بتوضيحات بشأن سلسلة من الأسئلة تتعلق بمشروع تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار. وفي منشور على منصة إكس، شبّه فويت المشروع بـقصر فرساي الفرنسي، مشيرًا إلى أنه يتضمن حدائق على الأسطح ونوافير مياه ورخامًا فاخرًا.
وتؤكد تصريحات هاسيت أن إدارة ترامب تدرس فعليًا مسألة تكاليف التجديد وشهادة باول بشأن المشروع كأحد المسارات المحتملة لمحاولة إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي قبل وقت طويل من انتهاء ولايته المقرر في مايو 2026.
وكان ترامب قد دعا مرارًا إلى استقالة باول، متهمًا إياه بالفشل في خفض أسعار الفائدة منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير.
واصل نائب الرئيس جي دي فانس موجة الانتقادات في منشور على منصة إكس يوم الأحد قائلاً: "الاحتياطي الفيدرالي كان نائمًا تمامًا خلف عجلة القيادة. وكما يقول الرئيس ترامب، لقد تأخّروا كثيرًا – سواء في محاربة التضخم خلال عهد بايدن أو في خفض الفائدة الآن."
وفي محاولة للرد، نشر الاحتياطي الفيدرالي يوم الجمعة قسم "أسئلة شائعة" على موقعه، يرد فيه على بعض ادعاءات روس فويت، موضحًا أن المشروع يُعد أول عملية تجديد شاملة لمباني البنك منذ بنائها في ثلاثينيات القرن الماضي. وشمل ذلك إزالة تلوث الرصاص وكمية من الأسبستوس كانت أكبر من التقديرات الأولية.
ويعرض صوراً لمواسير بها تسريبات وأسطح، وأشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أن ارتفاع التكاليف يعود إلى زيادات في أسعار المواد الخام والمعدات والعمالة. ونفى وجود مطاعم خاصة لكبار الشخصيات أو مصاعد فاخرة، كما زُعم. وأكد أن المشروع يتضمن "سقفًا أخضر" يحتوي على نباتات تساعد في تصريف مياه الأمطار وتنظيم درجات الحرارة، وهو تصميم شائع في العديد من المباني الفيدرالية منذ عقود، لكنه لا يتضمن سطحًا مفتوحًا.
وقال جيروم باول في شهادته أمام أعضاء مجلس الشيوخ في يونيو: "لا توجد نوافير مياه جديدة، ولا خلايا نحل، ولا حدائق على أسطح المباني." نافياً بذلك وجود إنفاق زائد عن الحد على المشروع.
قال جيروم باول إن المقر الرئيسي للاحتياطي الفيدرالي، الذي يبلغ عمره قرابة 90 عامًا، "لم يكن آمنًا حقًا، ولم يكن مقاومًا للمياه"، معترفًا في الوقت ذاته بوجود تجاوزات في التكاليف.
وأوضح الاحتياطي الفيدرالي أن المشروع، الذي يتضمن أيضًا تحسينات لمبنى مجاور، يهدف إلى دمج الموظفين ضمن مقر موحد وتقليص تكاليف استئجار المكاتب الخارجية. ووفقًا لتقرير صادر عن مكتب المفتش العام للاحتياطي الفيدرالي في فبراير، فقد ارتفعت التكاليف إلى 2.4 مليار دولار، مقارنة بتقدير سابق بلغ 1.9 مليار دولار قبل عامين، أي بزيادة قدرها 500 مليون دولار.
جدل حول الصلاحيات
وعند سؤاله عمّا إذا كان ترامب يملك صلاحية إقالة باول، قال كيفن هاسيت — الذي يُطرح اسمه كمرشح محتمل لخلافة باول في المنصب —: "هذا أمر يخضع للدراسة، لكن بالتأكيد، إذا وُجد سبب مبرر، فالرئيس يملك تلك الصلاحية."
لكن النائب الجمهوري فرينش هيل، رئيس لجنة الخدمات المالية في مجلس النواب، قال إن ترامب لا يمتلك السلطة لإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، مؤكدًا أن الكونجرس سيواصل ممارسة رقابة قوية على البنك المركزي.
وأضاف هيل في مقابلة مع برنامج Face the Nation على شبكة CBS: "صحيح أن الكونجرس أنشأ الاحتياطي الفيدرالي ونؤمن باستقلاله في وضع السياسة النقدية، لكن هذا لا يجعله بمنأى عن الانتقاد."
وأشار إلى أن "كل رئيس منذ الحرب العالمية الثانية كانت له انتقادات لاذعة لرئيس الفيدرالي عندما لا تتماشى السياسات مع توجهاته."
دعوات لتغيير شامل في نظام البنك
وفي سياق متصل، قال كيفن وورش، العضو السابق في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، والذي يُنظر إليه كمنافس محتمل على رئاسة البنك المركزي، إن المؤسسة بحاجة إلى "تغيير جذري"، يتجاوز مجرد تغيير رئيسها.
وقال وورش في مقابلة مع برنامج Sunday Morning Futures على قناة فوكس: "الاحتياطي الفيدرالي فقد بوصلته — في الإشراف، وفي السياسة النقدية."
وأضاف: "نحتاج إلى تغيير نظام في الفيدرالي، وليس فقط تغيير الرئيس. نحتاج إلى تغيير العقليات والنماذج، وبصراحة، إلى 'كسر بعض الرؤوس'، لأن الطريقة التي يُدار بها البنك لم تعد فعالة."
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.