
جميع البيانات المنشورة من الشركة لا تعد توصية من الشركة باتخاذ قرار استثماري معين،
والشركة غير مسئولة عن أي تبعات قانونية أو قرارات استثمارية أو خسائر تنتج عن استعمال هذه البيانات.
يعتزم الرئيس دونالد ترامب الإعلان عن اتفاقات تجارية وتوجيه تحذيرات بشأن الرسوم الجمركية يوم الاثنين، في وقت تواصلت فيه المفاوضات بين الدول خلال عطلة نهاية الأسبوع لتجنب أقسى الإجراءات العقابية التي قد تطال صادراتها إلى الولايات المتحدة قبل حلول موعد نهائي يوم الأربعاء.
ويبدو أن الجدول الزمني للمحادثات قد أعيد ضبطه بعدما أشار مسؤولون أمريكيون إلى أن الشركاء التجاريين سيكون لديهم مهلة حتى الأول من أغسطس قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ، ما يمنحهم ثلاثة أسابيع إضافية للتوصل إلى اتفاقات.
ولأسابيع، حذّرت الإدارة الأمريكية من أن ترامب سيفرض الرسوم الجمركية في 9 يوليو على الدول التي تفشل في إبرام اتفاق، وذلك بالعودة إلى المستويات التي تم الإعلان عنها في ما يُعرف بـ"يوم التحرير" في الثاني من أبريل.
من جانبه، قال الاتحاد الأوروبي إن تقدمًا قد أُحرز نحو التوصل إلى اتفاق، وإن التكتل لا يزال يعمل على الالتزام بالموعد النهائي المحدد يوم الأربعاء. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد تحدثا يوم الأحد، وأجريا "محادثة بنّاءة"، بحسب ما صرّح به متحدث باسم الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين في بروكسل.
وفي عطلة نهاية الأسبوع، ناقش المستشار الألماني فريدريش ميرتس سبل حل النزاع التجاري مع الولايات المتحدة في مكالمات هاتفية منفصلة مع فون دير لاين، ومع نظرائه في كل من فرنسا وإيطاليا، بحسب ما أفاد به متحدث باسم الحكومة للصحفيين في برلين يوم الاثنين.
وقال المتحدث الرئيسي باسم ميرتس، شتيفان كورنيليوس، خلال مؤتمر صحفي حكومي دوري في برلين: "الوقت ينفد"، مضيفًا أن ألمانيا تواصل دعم استراتيجية المفوضية الأوروبية في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة. وتابع قائلاً: "إنها مصفوفة معقدة من العوامل التي ينبغي أخذها في الاعتبار".
والرئيس دونالد ترامب، مدفوعًا بانتصار تشريعي وبلوغ سوق الأسهم الأمريكية مستوىً قياسيًا الأسبوع الماضي، صعّد من استخدام سلطاته في فرض الرسوم الجمركية كأداة لتحقيق مكاسب اقتصادية داخلية واستفزاز الخصوم الجيوسياسيين. وجاء تهديده الأحدث بفرض ضريبة استيراد بنسبة 10% على "أي دولة تصطف خلف السياسات المعادية لأمريكا التي تتبناها مجموعة بريكس".
وقال ترامب في منشور علىمنصة تروث سوشيال : "لن تكون هناك أي استثناءات من هذه السياسة"، تزامنًا مع اجتماع دول البريكس — بقيادة البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا — في ريو دي جانيرو اعتبارًا من يوم الأحد.
وبعد شهرين من المكاسب وسط هدن تجارية مؤقتة، عادت توترات الرسوم الجمركية لتؤثر على معنويات المستثمرين في الأسهم. فقد تراجعت العقود الآجلة لمؤشر اس آند بي 500 بنسبة 0.5%، بعد إغلاق الأسواق الأمريكية يوم الجمعة بمناسبة عطلة الرابع من يوليو. وظلت الأسهم الأوروبية مستقرة، فيما انخفض مؤشر الأسهم الآسيوية بنسبة 0.7%.
وصعد الدولار بنسبة وصلت إلى 0.5%، ليبلغ أعلى مستوياته في أكثر من أسبوع مقابل سلة من العملات. كما تراجعت عملتا أستراليا ونيوزيلندا بنحو 1%، وسط مخاوف من أن تؤثر الرسوم المرتفعة سلبًا على اقتصادهما، نظرًا لاعتمادهما الكبير على الصين كشريك تجاري رئيسي. في الوقت ذاته، شهدت السندات الأمريكية قصيرة الأجل مكاسب طفيفة نتيجة ضعف شهية المخاطرة.
ومع اقتراب نهاية مهلة الـ90 يومًا التي منحها ترامب لتعليق ما يُعرف بـ"الرسوم المتبادلة"، والتي تنتهي في 9 يوليو، صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن هناك 18 شريكًا تجاريًا رئيسيًا يحظون بالأولوية، متوقعًا الإعلان عن عدة اتفاقيات كبرى قريبًا. لكنه أقر في الوقت نفسه بأن كثرة المحادثات الجارية تعقّد المرحلة النهائية.
وقال بيسنت في لقاء على قناة "فوكس نيوز صنداي": "هناك ازدحام شديد ونحن نقترب من خط النهاية"، بينما امتنع عن تأكيد الأول من أغسطس كموعد نهائي رسمي. وأضاف في مقابلة على سي ان ان : "إذا كنتم تريدون تسريع الأمور، فافعلوا ذلك"، مشيرًا إلى الدول التي تتلقى خطابات رسمية، وتابع: "إذا كنتم تفضلون العودة إلى المعدلات القديمة، فذلك قراركم".
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الأحد، أعلن ترامب أنه سيبدأ "تسليم خطابات الرسوم الجمركية الأمريكية، أو الاتفاقات، مع عدد من الدول حول العالم، اعتبارًا من الساعة 12 ظهرًا بتوقيت واشنطن".
وكان مسؤولون من اقتصادات كبرى، بينها الاتحاد الأوروبي واليابان، قد واصلوا محادثاتهم مع واشنطن خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ورغم تأكيد إدارة ترامب لأسابيع أن عدة اتفاقات وشيكة على وشك الإعلان، فإن ما تم الإفصاح عنه حتى الآن يقتصر على إطار محدود مع المملكة المتحدة وهدنة مع الصين وخطوط عريضة موجزة لاتفاق مع فيتنام.
خبرة أكثر من 15 عام في التحليل الأساسي (الإخباري والاقتصادي) لأسواق المال العالمية ومتابعة تطورات الاقتصاد العالمي بالإضافة إلى قرارات البنوك المركزية
Make sure you enter all the required information, indicated by an asterisk (*). HTML code is not allowed.